الخميس، 1 يناير 2009

أنا .. وصاحب الظل الطويل

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يستغرب البعض لم تتخيل الفتيات دائما ان من سيتزوجها سيأتي لها على حصانه الابيض ويأخذها لعالم الاحلام !

على الرغم من ان الفتيات يعرفن يقينا بأن كل هذا ليس الا مجرد احلام وان الواقع أمر وأقسى من حلم تتمناه ..


أعود لنقطة اراها نقطة البداية ..

عندما تنجب الام لأول مرة فتاة رائعة ,,, فأول كلمة تتلقاها , تتربى بعزج , تشوفينها عروس ان شاء الله !

" بسم الله خلوها تتنفس اول خلي تحس بالامومه خلي تحس انها عندها رضيعه , مو عروس مرة وحدة ! فلا نستغرب ابدا ان كانت اول كلمة تحشى في ذهن الفتاة الصغيرة " عروسة " ..

عندما تبدأ الفتاة الصغيرة باللعب فأن اللعبة الفتاة تسمى " عروسة " وتحرص الام على ان تقتني لأبنتها عروسة ! وليس لعبة او باربي وربما هذا المصطلح قديم متجدد , ولا زال الكثيرون يستخدمونه , فكلمه عروس عالقه ومتعمقه في ذهن الطفلة الصغيرة في لعبها , بل ومع ظهور لعبة باربي فأن باربي لا تفارق عربانه الطفل بالاضافه للمعرس المصون ! فالطفلة تتخيل انه هذه عروسه وهذا معرس وتلعب جميع ألعابها على اساس العرس المترقب ..

وعندما تتجمع الفتيات فأن اللعبة التي يلعبها " لعبه البيت " حيث تزور كل فتاة الاخرى في بيتها ,, ويكون ركنا قد جهزته بأدوات مطبخ صغيره , أو تلعب لعبة " العرس " حيث تمثل بأنها العروسه والفتيات الاخريات يصفقن حولها !


عندما يأتي وقت التلفزيون ..

فنرى قصص الافلام تبتدأ بــ "سندريلا " مرورا بــ تعريبها " رماده "الى الجميله والوحش , الى سنو وايت " .. وووو

وتنتهي القصه بالبطل الذي ينقذ " العروسة من الموت " .. وينقذها من البؤس والشقاء .. وتعيش معه في قصر الاحلام !

واذا ذهبنا لعالم القصه فلا زلت اتذكر قصص المكتبة الخضراء التي كنت ادمن قرائتها على الرغم من طول قصصها ,, ولا اذكر في اي قصه من القصص تخلو من النهاية , واقيمت الافراح والليالي الملاح , واذا حصل تغيير تكون النهاية ورزق الامير والاميره بالبنين والبنات !


هذا العالم المملوء والمشبع بقصص العروسه وخيالاتها واحلامها , يجعل الفتاة كما اعتقد تعيش في اوهام واحلام الزواج الخرافية ,, وقد يعترض البعض ويقول لم المبالغه ,, فأقول ,, ولم لا تتابع احوال المجتمع!! واحلام الفتيات !

هذه الحالة يجعل تفكير الفتاة مرتبطا دائما بحالة الزواج , فحتى لو كانت تسعى وراء مستقبلها وتصر بأنها المرأة االحديديه التي تكره وتبتعد عن الرجل تجد في قلبها " بعيدا عن مسألة الفطرة ووو " رغبة بأن يأخذها فارس الاحلام لقصر السعادة ..!

بل ويستمر هذا الوضع لعمر متقدم لدى كل النساء ,, فثقافه المرأة اصبحت متشبعه , بأن من لا تتزوج لا يحق لها بأن تعيش ! وكأن الحياة تتوقف على مسألة الزواج وخرافات قطار الزواج الذي ابتدعه البعض ,, فالمرأة تصبح قلقه ما ان تتعدى حاجز ال22 في مجتمعنا , بل ومما يبين تخلف مجتمعاتنا ان المرأة اذا تعدت سن ال22 او 23 تقل رغبة الشباب بالارتباط بها , فهم يبحثون عن الصغيره ! " حتى في عقلها " ..

اعود لمحور حديثي ..

مجتمعنا يوفر كل السبل والامكانيات ويحشي مخ الفتاة بأحلام الزواج وزيف السعادة المنتظرة مع الفارس ذو الحصان الابيض , غافلا كم يحطم هذا من نفسيه الفتاة , ويجعلها لاهية عن كل ما قد يهما في حياتها الدراسة , الثقافه , المجالات كثيره , تكوين الذات والشخصية , وان تأخر سن الزواج قد يجعلها تستصغر نفسها بل وتبتعد عن الآخرين وتتحاشى نظراتهم وان لم تكن جميعها واقعية بل هي نفسيه من نسج خيالاتها ,,


فبين سندريلا وقصص المكتبة الخضراء ..وبين خضم هذا الحديث الطويل ,, كنت احب متابعه قصه جودي وصاحب الظل الطويل , وكانت خيالاتي تتلخص بأنني سأعيش يوما قصه جودي ,, وسأنتظر المجهول هذا صاحب الظل الطويل , وفعلا عاش معي هذا الخيال ولو انني كنت اضحك على نفسي عندما احدث نفسي بهذا , فعلى الرغم من اعتراضي على كل الحيثيات والافكار التي تحشى بها افكار الاطفال والفتيات الا انني لم اسلم الى الآن من هذه الرواسب , لأنها تعمقت في الذاكرة , فهل سيتغير هذا الفكر الذي ساد في اذهان الآباء عن ماهيه الخيالات التي نقدمها للأبناء ويكون هناك وعي لدى المجتمع بأضرار ما ينشر ويرى , وستتغير معها نظرتي لصاحب الظل الطويل !

أم انني سأظل انتظر صاحب الظل الطويل ؟ كما تمليه علي الاساطير الخيالية الماثله في ذهني !

هناك 9 تعليقات:

ZooZ "3grbgr" يقول...

موضوع شيق

أدهشتيني عندما رأيت تسلسل الموضوع من ولادة الطفلة

هههههههههه

بس قلتي جملة
"
وعندما تتجمع الفتيات فأن اللعبة التي يلعبها " لعبه البيت " حيث تزور كل فتاة الاخرى في بيتها ,, ويكون ركنا قد جهزته بأدوات مطبخ صغيره , أو تلعب لعبة " العرس " حيث تمثل بأنها العروسه والفتيات الاخريات يصفقن حولها !
"


يعني دام جذي
يعني كل بناتنا ربات بيوت زينين
شكو الكل يقول لي تزوجت البنيه ما تعرف تطبخ؟؟

لوووووووووول

:")

Safeed يقول...

هذا مو موضوع شائك و بس .. إلا شائك أس 2 !
إذا يُناقش ظاهريًا فلا أسهل من الإنكار أو الإدعاء أو التعامل مع هالموضوع مثل ما نتعامل مع أي موضوع ثاني مجرد علاج ( لأعراضه ) مو علاج لـ ( جذوره ) ...
الإنسان المصاب بمرض ( الله يعافينا و يعافيكم ) و من عوارض هالمرض الصداع و آلام العضلات لا يعالج نفسه بحبة بندول !
لأن البندول مجرد مسكن لللآلام لا علاج للمرض ذاته و متى ما انتهى مفعول المسكن رجعت الآلام مرة ثانية ...
المشكلة في مجتمعنا و نظرته التي يقيّم الإنسان بناءً عليها، فيضطر الشخص إلى أنه يجاري المجتمع في الظاهر عشان " يفتك " من النظرة السلبية له و لو كانت هذه المجاراة بغير اقتناع.
أولى خطوات العلاج الإشارة لمكمن الخلل لتشخيصه ،ثانيها الشعور بضرورة علاج هذا الخلل .
و حسب ما يظهر أنّ المجتمع إلى الآن لم يصل إلى درجة الوعي اللازمة للشعور بضرورة العلاج .

B.A يقول...

اهلا وسهلا فيج اختي زوز ..

ويسعدني كون الموضوع كان شيق لج ..

وكنت اقصد بالفتيات الصغيرات " الاطفال " .. مو المراهقات .. :)

اما موضوع الطبخ شي ثاني ..

الحين سؤال الريال ياخذ " زوجة " ولا " طباخة " خل يحدد ؟

ملاحظة : المرأة مو واجب عليها الطبخ شرعا .

وشكرا لج عالتعليق الحلو ..

B.A يقول...

اهلا وسهلا بأخي الكريم " سفيد " ..

لأ .. اشم ريحة رياضيات اس 2 .. اقشعر بدني :(

هذا بالضبط اللي اقصده اخوي .. علاج " الجذور" ومثل ما تفضلتو .. مجتمعنا مقتنع للأسف ان كل شي فيه صح ! ونشوف ان اغلب البنات يعتقدون ان هالشي صح وان آمالها وحياتها وتخطيطها كله على موضوع الزواج ! مو مهم اهيه شنو تكون ولا مهم اهيه شنو تبي حتى ! المهم تتزوج !

مصيبة فعلا انه نعيش في مجتمع تنعدم فيها بشكل شبه كلي مسألة الوعي لضرورة التغيرر لسلبياته القاتله والمدمرة للمجتمع ..

تحياتي لمروركم الكريم ..

علي الدر يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
علي الدر يقول...

تسلسل رائع


والحلو انكي اطلعتينه على العاب البنات


هم هم العابنه احنا احلى ;)

B.A يقول...

اهلا وسهلا بمروركم الاول اخي الكريم علي الدر على مدونتي ..

اكيد العابكم أحلى .. وهذي باعتراف مني ..

وصج هذي ترى العاب البنات .. تقعد هالبنت ساعتين تكلم باربيتها ! شتقول ماتدري ..!

يا قمر التم يقول...

احسنتي
فعلا لكل شيء تاثر و هذا الموضوع يتناول عدة جوانب من الحياة يطول الحديث فيها
شكرا الموضوع رائع.

فآطِمهْ يقول...

ليت التصفيق يعطي الموضوع حقه ،،
:
فعلاً و لآ أحد يستطيع خلآفك بـ ذلك ،، نترقب ذآك اليوم نعيش على إننآ تلك الأميرة بـ انتظآر الأمير ،، الحنون اللطيف
:
أحسنتِ عزيزتي ،،