الاثنين، 29 ديسمبر 2008

حُبك مدرسة ..





















بسم الله الرحمن الرحيم ,,



"خادم الحسين " هذا ما خطه الفتى ذو الاعوام العشرة ولا أخالها أكثر على ظهر ملابسه , وهو يوزع " الشوربه والشربت " في الشارع ,


على امتداد البصر في منطقة الرميثية منذ الساعة السابعه حتى الحادية عشرة تقريبا ينتشر الشباب والاطفال وكل منهم يتفنن في تقديم المشروبات والمأكولات على السيارات المارة وهم جلوس على الارصفه ويعملون بكل حماس !


قد أكون اعتدت على المنظر السنوي , لكن بالأمس , عندما شاهدت المنظر , غالبتني الدمعه ,, ودار سؤال في ذهني !


ما الذي يدفعه لكل هذا ؟


مع علمي بأن حب الحسين عليه السلام أجن الجميع فلا يمكن ان يفسر كل هذا العمل الا بكل هذا الحب , لكن نظرة تأمل فاحصه تجعل العقل عاجزا كل العجز عن تفسير أي شيء , فهنا يتوقف الزمن ويعجز اللسان ,,


حسينيات مفتوحه , مواكب عزاء , رواديد حسينيون , حضور كثيف , طبخ وتوزيع , مجالس لا تتوقف منذ الصباح حتى 12 ليلا ! شعائر حسينيه لطم و سواد وحزن واضح ولا ضحك وامتناع عن اقل الملهيات اليوميه , كل شيء يقلب ويتغير ! وتوجه قلبي وروحي نحو شخص واحد قلب كيان الأمه ,,


فهل سألوم عابسا على جنونه بالحسين عليه السلام ؟ ام اقول ان هناك ملايين مِن مَن هم على خطى عابس يسيرون ؟


لا أعلم كيف أفسر هذا الحب لك يا سيدي ومولاي الحسين , فكلما ذكرت اسمك سبقتني الدمعه ,


حبك مدرسة لا تفنى علومها ولا معانيها ,,


ولكني أعود وأتسائل وأعجز عن الاجابه ..


أخبرني يا سيدي , كيف جنت هذه الملايين بك ؟

السبت، 27 ديسمبر 2008

الحزن يا أمي ..


































كم أتمنى ان اكمل قراءة تلك اللوحة ..

منذ اليوم الذي علقت فيه في بيت خالتي قبل اكثر من 8 أشهر , وفي كل مرة أراها , أقرأ كلمه واحدة منها ثم أشيح بوجهي لأخفي انهمار الدموع ,,

تتوسطين تلك اللوحة وانت جالسه على الارض مصفقه , وتحوطك أبيات وخواطر من الشعر ,,


تقول أحد الأبيات ..


الحزن ..

أن تفارق ولا تفارق ..
فتصمت ويبقى صوتك في أذني ..
وتغيب وتبقى صورتك في عيني ..
وترحل وتبقى أنفاسك في قلبي ..
وتختفي ويبقى طيفك خلفي يمزقني ..


لا أستطيع ان اكملها .. فالحزن الذي ينبع من الكلمات أقسى من أن يحتمل ,, وهو لا يزيد الألم الا شدة ,, والجرح الا قسوة ,,

لا تفارقني احاديثك ولا كل ما كنتِ تقولين .. فكل شيء يمر في خاطري كشريط سينمائي قديم لا يزال يعمل في الذاكرة ,,

فمنذ أول صفعه تلقيتها من أبي ,, كنت انت رجائي وملاذي ,, فلا ازال اتذكر حضنك الدافئ وكيف أخذتني منه وانت تدعين عليه وتمسحين على خدي وتبكين ,, ولم يزل حنانك يرويني حتى عندما بلغت العشرين ,فسؤالك الدائم وحرصك في كل مرة ان تسأليني ان كنت مرتاحه نفسيا ومزجك كل سؤال بالدموع والغصه كان ملهمي للصبر أكثر .. وعزائي للعطاء والتحمل أكثر ..




لا تزال نظراتك وانت ترمقيني بها وتعليقاتك " جقه دختر فزول " عندما كنت اروي مغامراتك في الجمعية كلما ذهبنا , على العائلة ,, اتذكرها بالتفصيل ,,
فما ذنب بائعة السجائر عندما ضربت على طاولتها وقلت لها " ليش صاكه الدرب ؟ " .. تفجرني ضحكا هذه الحادثه ,, فلقد كنت اعلم ان اعتراضك ليس على وقوف البائعة , بل على ملابسها الفاضحه ومبيعاتها .


المواقف كثيره ولا أنسى شيئا بل اتذكرها على الدوام ,, يا جدتي العزيزة ,,,
لم اتخيل يوما ان افقدك او ان اكون بمثل هذه القسوة التي عليها الآن ..
اعذريني ,, ان كنت خلعت لبس السواد قبل اتمام السنة .. فلك العمر كله ان شئت ..
اعذريني ,, ان كنت ذهبت للمولد وضحكت هناك ,, لكن في القلب غصه كلما تذكرت كم كنت تحبين زيارة بيوت الجيران خاصه عندما يكون لديهم " مولود " كما كنت تسمينه " ..

اعذريني لكل تصرف تصرفته معك بقسوة .. كنت اغصب عندما تتأخرين في الخروج من المنزل وانا في السيارة انتظرك ,, كنت اتذمر عندما تتصلين بي وتطلبين مني أن آخذك الى الجمعية الى الطبيب الى المستوصف ..

اعذريني .. اعذريني .. على قسوتي وبعدي وعدم زيارتي لك الا بين فترة وأخرى ,, فقلبي أصبح من حجر ..


كلما عدت للوحة قرأت مقطعا ..
الحزن يا أمي ...

أن اجمع البقايا خلفك ..
وأن ارسم وجهك في سقف غرفتي ..
وأن احاورك كل ليله كالمجانين ..
وأن اشد الرحال اليك عند الحنين ..
وأن أعود الى سريري آخر الليل فأبكيك وأبكيك ..

خبأت كل ذكرياتك واحاديثنا السرية في ذاكرتي ,, ونحن في طريقنا الى الطبيب لآخر مرة قبل اسبوع من رحيلك .. تعجبت من نشاطك وحركتك السريعه ,, لم أعلنها يوما لأحد ,, لأمنياتك التي كنت تسردينها لي ,, واحلامك لي بالبيت الكبير والزوج الذي فصلته وزوجتيني أياه ,, عن شكله ووضعه ووو وحتى الهديه اخبرتني بمحتواها " سأشتري لك الجولة " ,, كنت اضحك واقول " خلاص بيبي محد يشتريلي الجوله غيرج " ..

لا تغيب ابدا عن بالي ذكرياتك ولا احاديث .. كم كنت استمتع وأسعد واصفق عندما تشتمين الرجال وتقولين " مردها كورٍ " = الرياييل عميان , كم كانت كلماتك مصدر ايناس وسعادة وراحه واستمتاع لي ..

لكني اليوم أصحو وأغفو على خيال رجوعك ,, وان كل ماحدث تلك الليله كان مجرد حلم , وانني سأمر على منزلك غدا وأقف عند الباب واضرب بوق السيارة , وستخرجين كعادتك وانت تقولين " دختر ساب بكون جي شود همش نيم ساعتن " = بابنت نطري شصار كلها تأخير نص ساعة !


ليتني انتظرك طول العمر عند ذلك الباب ..

وليتك تتصلين مرة اخرى وتطلبين أن آخذك الى أين تشائين .. لن اتذمر .. قسما .. لن أتذمر ..

فقط عودي الي ...

اعذريني لقسوتي مرة أخرى . فأنا من جهزت لك الكفن .. وانا من حملته طول الطريق ,ووضعته بين يدي ,, وانا من شهدت تغسيلك وتكفينك ودفنك ,, فهل وجدت شخصا أقسى قلبا مني ؟

أعود لتلك اللوحة مع كل عيد مر في هذه السنة .. الفطر , الاضحى , الغدير ..

الحزن يا أمي ..

أن يأتي العيد وأنا وحدي ..

وأن يأتي الربيع وأنا وحدي ..
وأن تهطل الامطار وأنا وحدي ..
وأن يطرق الحنين بابي وأنا وحدي ..
وأن يمضي بي العمر وأنا وحدي ..



فكل ما اقول واتذكر جنون في جنون .. من هول الصدمه لا أصدق انك رحلت ,, بل أقول ستعودين ,, أو أعود انا اليك ..

اشتاق اليك أكثر من أي وقت مضى ..
واعتب عليك لأنك هجرتني حتى في احلامي .. فقلد مر الشهر ولم أرك ولا مرة ! وكنت دائما ما تمرين علي كطيف من خيال عابر استيقظ على ذكراه مرتاعه ..
اشتاق اليك ...

في كل لحظة اشعر فيها بالوحدة أو الضيق او الألم اتذكرك ,, واعلم اني فقدت وجودك وحنانك الذي كان يحيطني .. ولكني لم افقد شيئا من كلماتك وذكرياتك ..

في مثل هذه الايام في كل سنة كان شغلك الشاغل التجهيز لشهر محرم ,, ومن فرط حبك لهذا الشهر رحلت فيه وباللون الاسود اتشحت على سيدي ومولاي الامام الحسين عليه السلام , حتى في المستشفى لم يرافقك سوى هذا اللون ,, فبأي حزن أستقبل هذه الايام ..


أسأل الله القدير ,, ان يأنس وحشتك .. بسيدتي ومولاتي زينب عليها السلام التي كنت تتفطرين حزنا وبكاءا وحبا لها ..

الحزن يا أمي ..

هو أن أخبأ عمري في قلبك ..

وأضع سعادتي في عينيك ..

ثم ألوح اليك مودعة .. لا حول لي ولا قوة !




الحزن يا أمي ..

هو أن تصبحي مع الأيام عيني التي أرى بهما ..

وهوائي الذي أتنفسه ..

ودمي الذي أعيش به ..

ثم أفتح عيني على غيابك ..

لا أستطيع حقيقه أن اكمل تلك اللوحة فلا زلت أتحاشاها ..



الحزن يا أمي ..

هو أن افتح عيني على غيابك ..
وأستيقظ على زلزال رحيلك ..


قال الامام علي عليه السلام :

"فقد الأحبه غربه "

الخميس، 25 ديسمبر 2008

لا توقف لمثل هذه الاسئلة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم ..

أتسائل دائما عن ماهيه الواقع الذي نعيشه ,

ودائما ما اصطدم مع المحيطين بي فكريا , حتى اصبح الأمر لا يطاق ,,

أسئلة كثيره لا أجد لها اجابه مقنعه ,, فكلمه " مايصير , لأ " يجب ان يعقبها تفسير وتوضيح , ولكن اغلبيه الناس لا تمتلك هذا التوضيح , فأعود للسؤال , فيأتي الجواب عادة كالصاعقه , بالنبذ والبعد او حتى تحقير الشخص و افكاره !

اليكم بعض ما يقلقني ..


- ما الفائدة من الزواج والانجاب ؟ فكل الناس تسعى لهذين الأمرين ولكن أليس هذا روتين ممل وفناء في تربيه وملاحقه الاولاد ثم يذهب الاولاد في حال سبيلهم كأنن لم نكن لهم شيئا يوما , ونبقى نحن لنصارع آلام الوحدة وقرب الموت ؟

- لماذا ولدنا , اذا كنا سنموت ؟ ولو خيرنا سابقا في مسأله المجيء للدنيا ثم الرحيل بألم وخوف , فهل سنختار الحياة ؟

- لماذا في مجتمعنا الرجل " يشيل عيبه " بينما المرأة تفضح في كل الاوساط ؟ هل سينزه الرجل عن دخول النار مثلا لكي يحمل عيبه اما المرأة لا ؟


- لماذا يتقاتل الناس على البيوت والأملاك والاموال , اذا كانو وقت تقاتلهم يأمنون بأنهم سيتركون كل هذا ويذهبون لحفره صغيره ؟

- لماذا تمنع المرأة في مجتمعنا من حضور المباريات في الملعب ؟ هل هذا عيب أم حرام ؟ والمرأة التي تذهب تكون هذه نقطه سلبيه ليست بصالحها ؟

- لماذا عندما يقف اي رجل مع اي أمرأه ويتحدثون في اي مكان , كلما مر أحدهم يرمقهم بنظرة اشمئزاز ؟ ألا يمكن ان يكون زوجها ؟


- لماذا يخجل المتزوجون من الامساك بأيدي بعضهم والسير في أي مكان ؟


- لماذا يحل للرجل الحديث ان تجاربه السابقه والتفاخر بها , بينما لو تكلمت المرأة عن شيء واحد تكون المجرمه وتستحق القتل ؟

- لماذا يخجل الرجل من ذكر اسماء اخواته امام اصدقائه ؟ هل هذا حرام ؟

- عندما يتحدث احدهم لصديقه ويسأله مع من خرجت اليوم ؟ فيجيب مسرعا " الأهل " , لماذا يخجل من ان يقول زوجتي ؟ او اختي ؟


- لماذا يستحقر الرجل في مجتمعنا المرأة ان كانت متحدثه او كاتبه ؟ وان كان لديها منطق واسلوب في الكلام ؟


- الى متى نعيش في قيود العادات والتقاليد البالية ؟ ونترك الذي يجب علينا اتباعه وهو " الدين " ؟

اسئلة لا تتوقف ,, والاجوبة أين ؟ لا أدري !

سلمت حذاؤك

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الصحافي الذي رمى بوش بالحذاء اصبح رمزا للبطولة العربية بل ولم يسلم من الاستهزاء به في معظم المواقع على الانترنت سواء لفظا او رسما او حتى من خلال العاب الكترونية .
قصيدة رائعة قالها احدهم , احببت ان احتفظ بها وانشرها بنفس الوقت ..
أترككم مع القصيدة ..

سلمت حذاؤك
سلمت حذاؤك منتظر *** لما رميت بها الإشر
سطرت فيها صفحة *** بيضاء تخزي من كفر
فلقد بدا أضحوكة *** مترنحا لما ذعر
حلت عليه لعائنا *** حتى يساق إلى سقر
كلب خسيس تافه *** وسليل خنزير قذر
ملاْ البيوت نوائحا *** وبحور دمع منهمر
جعل البلاد خرائبا *** لا حال فيها مستقر
واليوم جاء معزيا *** أسفا عليها يعتذر
والعرب تحت حذاءه *** من كل خزي تستتر
هانوا فهان هوانهم *** فمن الكرامة ما يضر
سلمت حذاؤك إنها *** فضحت تفاهات البقر
رجم الحجيج جمارهم *** نسكا وأدركت الوطر
وغدا نضحي بالذي *** منهم تبقى أو يفر
لله درك من فتى *** أثلجت صدري المستعر
لو أن كفي لامست *** بالرمي كفك لافتخر
لكن فخري أنني *** شاهدت حرا ينتصر


الطائفية في جامعه الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم ..
لطالما كان الصرح الجامعي مكانا لتطبيق وتوثيق الديموقراطية , ولكن ما نراه الآن اعتقد بدأ يبدد هذه الفكرة ,,
فلقد أصبحت الجامعه مكانا للصراع الطائفي والتهجم من الجانب الآخر على رموز أهل البيت عليهم السلام ..ابتداءا بفوز القائمة الائتلافية السلفية واكتساحها بالشكل الغريب كل عام ..
ويليها التعدي الواضح مع بعض " وليس كل " اعضاء هيئة التدريس على المذهب الشيعي .. والتهجم على الرموز الدينية والشعائر ..
ويليها خاصة في ايام محرم الحرام تبدأ عميلة توزيع المنشورات ووضعها على سيارات الطلبة " الشيعه " فقط , وهذا يأكد ترصدهم للطلبة ومراقبتهم ووضعهم في كل عام ملف يحتوي اشرطة ومنشورات والاشرطة تحتوي السب واللعن على سيارات الشيعة ..
وعبثهم بالمحاضرات المنظمة التي يلقونها خاصة في كلية التربية والشريعه عن مظاهر الشرك .. ولا تخلو المحاضرة من اول كلمة الى آخرها عن شعائرنا ..
ناهيك عن البوسترات التي ستملأ ارجاء الكليات كلها كأنهم في عرس بشأن صيام يوم عاشوراء , كأنه لا يوم يصام في السنة الا هذا اليوم !
انتهى بهم الأمر الى التعدي حتى في المجلة الرسمية التي تصدر من الجامعه .. ففي العدد الصادر هذا الشهر لمجلة " الاتحاد nuks " يوجه رئيس التحرير رسالة للنائب سيد حسين القلاف ..
فبعد أن يعطي مقدمة هزلية على شخصية السيد ويتهمه بعدم الوطنية وانه يطعن في الدستور يقول " ليتهموني بالطائفية والتجني أو أي تهمة اخرى فقد انكشف المستور وبان ما كان يمارسه القلاف من " تقيه " وطنية "ثم ينتقل رئيس التحرير عبد الحميد مبارك المضاحكة ويقول :
"أنصحك بأن تغادر الكويت وتتوجه الى ايران ان كان دستور الكويت لا يعجبك مع استعدادي لحجز تذكرة على حسابي الخاص على الدرجة الاولى باتجاه واحد one way له ليريحنا ويرتاح " يبدو ان المضاحكه اجاد تقمص دور الطبطبائي عندما ردد نفس المقولة التي قالها , ويتبجح بها بل ويستهزء بالسيد .. ويبدو ان المضاحكة " قاعد على بنك " ليحجز تذاكر على كيفه .. وللتوضيح انا لست مع او ضد السيد القلاف ولا شأن لي بتصريحاته , ولا انتمي لتياره حتى , ولكن كلمة حق ,, فكل ما يفعلون بغضا للعمامه .. بغض النظر عن الشخص ..
ان تبلغ بهم الوقاحة بأن ينشروا في المجلة الجامعية التي يفترض ان لا يكتب فيها الا مواضيع ذات قيمه ولها صلة بواقعنا الجامعي او المجتمعي موضوع طائفي بحت ,
فهذا ما لا نرضاه وايضا .. للمضاحكه اقول .. انا اشتريلك جمس وروح فيها السعودية one way ..
كل ما يفعلونه " بغضا لأبي تراب " ..
* المقالة التي قصدت منشورة في العدد 244 ديسمبر 2008 .

المجالات الحيوية للشخص


بسم الله الرحمن الرحيم ..


انت في المستوصف وتنتظر دورك للدخول على الطبيب , يأتي رجل ويترك جميع الكراسي الفارغه ويجلس الى جانبك . كردة فعل لا اراديه تميل بجسمك ورجليك قليلا بعيدا عنه , يأتي رجل آخر ويجلس في كرسي ليس ببعيد عنك , لكنك لا تبدي اي انفعال لأنه بعيد عنك .قد نجد ان هذه التصرفات طبيعيه لأننا لا نتقبل الشخص الغريب ,


لكن يزول العجب اذا عرفنا السبب العلمي والنفسي لهذا الموضوع .



كل شخص منا يمتلك مجال طاقة حيوي " انظر الصورة المرفقة واعتذر لعدم وضوحها فلقد صورتها من كتاب " المجال الحيوي يقصد به هو المكان النفسي الذي يرى الفرد فيه ملكيته , فكل شخص منا يملك هذا المجال الحيوي الذي ندافع عنه بشراسه دون شعور منا ,وهي الابعاد التي نسمح للشخص بالاقتراب منا فيها ولا نقبل الآخرين فيها , تتعلق قياسات المجال الحيوي بلمنطقة التي نعيش فيها فكلما كانت الكثافة السكانيه اكبر قل المجال الحيوي للشخص وتقبل جلوس الناس الى جانبه ,


كتمثيل , في المستوصف عندما جلس الشخص الى جانبك فهو قد اخترق مجالك الحيوي الذي لا تقبل بأن يدخله الشخص الغريب , لذلك أتيت بحركه لا اراديه وابتعدت عنه , ولكن في الكويت مثلا نحن لا نعيش في منطقة ذات كثافه سكانيه عاليه فيكون مجالنا الحيوي مقسم الى :



1- المنطقة الوديه : من 15 الى 45 سم من حولنا وهي المنطقة الاكثر اهميه ولا يلجأ اليها الا المقربين جدا مثل الزوجة والاولاد والاصدقاء الحميمين . وهي التي نقبل فيها مسأله اللمس او الاقتراب من هذا الشخص بشكل محدد وليس في كل الاوقات .



2- المنطقة الخاصه : من 45 سم الى 1,20 م وهي المسافه المثاليه التي تحترم في المجتمع عموما , المكتب , اللقاءات مع الاصدقاء .


3- المنطقه الاجتماعيه : من 1,20 الى 3,50 م وهي المسافه التي تفصل شخصين يعرف أحدهما الآخر قليلا جدا , او لا يعرفه مطلقا , ساعي البريد مثلا او عامل يأتي لتصليح خلل في المواسير .



4- المنطقة العامه أبعد من 3,50 وهي المسافه الخاصه ببقية افراد المجتمع .نرى هذه التقسيمات في الصورة فكل بعد له حد معين يبدأ بالاحاطه بالفرد الى بقيه افراد المجتمع طرديا .


الآن نقطه مهمه , في النقطة الاولى انا ذكرت من 15 سم الى 45 , اذا المسافه من صفر الى 15 ماهو تصنيفها ؟ تعتبر هذه المسافه الاكثر حساسيه ونحن لا نتقبل الغرباء بأي شكل في هذه المنطقة , فأذا اقترب الطبيب منك لأجراء فحص لعينيك , فأنت تعلم انه سيجري الفحص وسيبتعد لذا ستتقبل الامر لمصلحه لك , لكنها تعتبر المنطقة التي لا تخترق الا بالاتصال الجسدي , ولا يتقبل اغلب الناس اختراق اي شخص لمجالهم .


كرده فعل طبيعيه عندما يخترق احدهم منطقتنا الوديه , اذا كان صديقا ولدينا ميول اتجاهه فأننا نشعر بالراحة والانسجام ولكن ان كان هذا الشخص غير مرحب به وغريب , حينئذ تثور اجسادنا برمتها وتخفق قلوبنا بشدة وتنطلق شحنه الادرينالين وتتوتر العضلات استعدادا للفرار او العراك


!فأذا كنت قد تعرفت الى احدهم للتو فلا تكن اخرقا وتتأبط ذراعيه أو تلمس يديه . ولا تستغرب ان كانت ردة فعله فضه اتجاهك . في الجرائم عندما يريد المحقق ان يستفز المتهم يقف فوق رأسه ويبدأ بتوجيه الاسئلة والمتهم يتضايق ويتوتر لأنه اقتحم مجاله الشخصي وليس لأنه يوجه له اسئلة !



عندما نجد أنفسنا في مكان مزدحم " حافلة , مصعد غيرها " نغير جذريا مواقفنا وردة فعلنا , فذلك الشخص الذي يلامسني او يقترب مني ويحصرني يعتدي على مجالي الودي ولكن ليس له وجود بالنسبه لي ولا اعتبره كائن بشري يعتدي علي او ينبغي ان اقوم بردة فعل اتجاهه , لذا لا ننفعل في هذه الحالات .وجدت الدراسات ان الناس الذين يعيشون في مناطق مزدحمه جدا جدا والناس يحتكون ببعضهم كثيرا تكثر معدلات الجريمه والعنف لكثره احتكاكهم ببعضهم .


هذا الموضوع طريف وله الكثير من التطبيقات في حياتنا والكثير من التصرفات الغريبة التي لا نجد لها تفسير نجد تفسيرها في هذا الموضوع .



الخلاصه : يجب ان نحرص على عدم اختراق المجالات الحيوية للأشخاص الذين هم من حولنا ونحترم خصوصيتهم حتى لا نتعرض لردة فعل غير مرغوبة .